Uncategorized

حق الطفل في

اللعب

حق الطفل في اللعب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

حق الطفل في
الحمد لله بيده مفاتيح الفرج، شرع الشرائع وأحكم الأحكام وما جعل علينا في الدين من حرج، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قامت على وحدانيته البراهين والحجج، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، هو المفدى بالقلوب والمهج، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ساروا على أقوم طريق وأعدل منهج، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد لقد أوصي الإسلام الآباء والأمهات بتربية أبناءهم تربية حسنة علي كتاب الله وسنة نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم، وإن من الحقوق الواجبة للأبناء علي الآباء هو حق الطفل في اللعب، فاللعب عند الطفل من ضروريات حياته ومن أول إهتماماته فهو يقدمه على كل المطالب والمنافع وينسى به ما هو ملح من حاجاته، وقد إعتبر الإسلام هذه الرغبة عند الطفل.
فأذن لوليه أن يسمح له باللعب بالدمى وهي تماثيل للإنسان أو الحيوان مصنوعة من القطن أو الخشب أو غيرهما، والإسلام حرم إقتناءها والعمل فيها ببيع أو غيره، إلا أنه رخص لولي الطفل أن يشتريها لولده إرضاء لميول الطفل وإسعافا لرغبته، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” كنت ألعب بالبنات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسربهن إلي فيلعبن معي ” رواه البخاري ومسلم، وفي رواية أبي داود أن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم قال ما هذا يا عائشة قالت بناتي ورأى بينهن فرسا له جناحان فقال ما هذا الذي في وسطهن قلت فرس قال فرس له جناحان قالت أما سمعت أن سليمان بن داود كانت له خيل لها أجنحة فضحك حتى رأيت نواجذه” ووجه الدلالة من الحديث أن السيدة عائشة رضي الله عنها.
حين كانت تلعب بالبنات وهي دمى من قصب كانت في سن الصبيان إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بها وهي بنت تسع سنين، وعنها أيضا رضي الله عنها قالت ” لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد حتى أكون أنا التي أسأم فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو ” رواه البخاري ومسلم، تعني أن النبي صلى الله عليه وسلم تنازل لرغبتها في اللهو واللعب مراعاة لصغر سنها فتركها تنظر إلى الحبشة يلعبون دون أن يستعجلها للدخول إلى بيتها حتى كانت هي التي تمل المشهد وتسأمه، وفيه إقرار لحب اللعب عند الأطفال والصبر لهم حين يلعبون دون أن يحال بينهم وبين إشباع غريزتهم الصبيانية، وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل علينا.
ولي أخ صغير يكنى أبا عمير وكان له نغير يلعب به، فمات فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فرآه حزينا فقال ما شأنه قالوا مات نغره فقال يا أبا عمير ما فعل النغير ” رواه البخاري ومسلم، والنغير بضم النون وفتح الغين طير صغير، والنغير تصغير لاسمه نغر، بضم النون وفتح الغين وكان أخو أنس وهو صغير يلعب به ويلهو بحركاته فأقر النبي صلى الله عليه وسلم أهل البيت على لعب طفلهم بحيوان إذ لم يكن في لعبه تعذيب للطير ولا مسه بأذى وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اللعب بالحيوان إذا كان فيه تعذيبه وتمثيل بجسده وفي الحديث دليل على أن للأطفال أن يتسلوا بالحيوان كالطير والقطط ونحوها إذا كان ذلك تحت نظر أهلهم ليمنعوهم من إذاية الحيوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى